وضع داكن
02-06-2025
Logo
الدرس : 83 - سورة البقرة - تفسير الآية 255 آية الكرسي من أعظم آيات القرآن الكريم
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
 

الله جلّ جلاله إذا تحدَّث عن ذاته تحدث بضمير المُفْرَد:


أيها الإخوة المؤمنون؛ مع الدرس الثالث والثمانين من دروس سورة البقرة، ومع الآية الخامسة والخمسين بعد المئتين، وهي آية الكرسي، وهي من أعظم آيات القرآن الكريم، فالله عزَّ وجل يقول: 

﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255)﴾

[ سورة البقرة ]

﴿اللَّهُ﴾ عَلَمٌ على الذات، الذاتُ الإلهيةُ اسمها (الله)، فكلمة الله علَمٌ على الذات الإلهية، صاحب الأسماء الحسنى، والصفات الفضلى، خالق السماوات والأرض، لا إله إلا هو؛ الرحيم، الكريم، البَرّ، الغفور، الفعَّال لما يريد، القاهر فوق عباده، القوي، المتين، ذو الجلال والإكرام، الحَكَمُ، العدل، إذا قلت: الله، فكل أسمائه الحسنى منطويةٌ في هذه الكلمة، وجرت الآيات الكريمة أن الله جلّ جلاله إذا تحدَّث عن ذاته تحدث بضمير المُفْرَد: 

﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14)﴾

[ سورة طه ]

﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1)﴾

[ سورة الكوثر ]


الله جلّ جلاله إذا تحدث عن أفعاله تحدث بضمير الجمع:


إذا تحدث عن أفعاله يأتي ضمير الجمع لأن كلّ أسمائه الحسنى في أفعاله، فكل أفعاله فيها علمٌ، وفيها حكمةٌ، وفيها عدلٌ، وفيها رحمةٌ، وفيها لُطفٌ، إن تحدث عن ذاته.. 

﴿ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (12)﴾

[ سورة يس ]

﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)﴾

[ سورة الحجر ]

وإن تحدث عن ذاته العليّة: ﴿إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾ .
﴿اللَّهُ﴾ صاحب الأسماء الحسنى، والصفات الفضلى، ﴿اللَّهُ﴾ علمٌ على الذات، ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾ الإله هو المعبود، والإنسان مَن ينبغي أن يَعبُد؟ ينبغي أن يَعبُد الذي خلقه، فالله هو الخالق، مَن ينبغي أن يَعبُد؟ ينبغي أن يَعبُد الذي يعلم سرَّه ونجواه، فالله يعلم السر والنجوى، من ينبغي أن يَعبُد؟ يَعبُد مَن يستمع إليه إذا ناجاه، فالله هو السميع العليم، من ينبغي أن يَعبُد؟ يَعبُد من هو على كل شيءٍ قدير، فالله على كل شيءٍ قدير، مَن ينبغي أن يَعبُد؟ يَعبُد الرحيم الذي يحبُّه ويرحمه، فإذا قلت: لا إله إلا الله، أي لا معبود بحقّ إلا الله، أي لا يستحق العبادة إلا الله، أي لا ينبغي أن تَعبُد إلا الله، أما إذا توجهت إلى غير الله توجَّهت إلى لا شيء: 

﴿ إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14)﴾

[ سورة فاطر ]

 

الله أهلٌ أن تعبده لأنه حيّ باقٍ على الدوام:


أنت مَن تَعبُد في الأصل؟ تَعبُد جهةً موجودة، فالله موجود، وتَعبُد جهةً تسمعك إذا دعوت، وتراك إذا تحرَّكت، وتعلم ما في سرك، فالإله يسمع، ويعلم، ويرى، سميعٌ بصيرٌ عليم، وأنت مَنْ تدعو؟ تدعو مَن هو موجود، وتدعو مَن يسمعك إذا تكلَّمت، ومَن يراك إذا تحرَّكت، ومَن يعلم ما أسررت إذا لم تتكلم، مَنْ تدعو؟ تدعو مَن هو قديرٌ على كل شيء، قادرٌ على أن يُلَبِّي حاجتك مهما عَظُمَت، فاللهُ كذلك، مَنْ تدعو؟ مَن يحبك، أنت في الدنيا لا تسأل إلا جهةً موجودةً تسمعك، وقادرةٌ على أن تلبيك، وتحبّ أن تلبيك، هكذا، فإذا قلت: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾ أي لا معبود بحقّ إلا الله، لا ينبغي أن تعبد إلا الله، ولا يستحق العبادة إلا الله، والله أهلٌ أن تعبده لأنه حيّ باقٍ على الدوام، فلو عبدت إنساناً يموت ضاعت كل آمالك، وضاع كل عملك.

اجعـل لربك كل عزِّك يـســـتقر ويثبــت         فإذا اعتززت بمن يموت فإن عزك ميـــــتُ

[ الشافعي ]

* * *

مَن ينبغي أن تَعبُد؟ أن تَعبُد الحيّ الباقي على الدوام، تَعبُد من هو مُطّلعٌ عليك، عليمٌ بأحوالك، مُقَدِّرٌ لتضحياتك، مَن هو قادرٌ على تلبية حاجاتك، رحيمٌ بك وأنت في بطن أمك، وأنت في القبر، هذا الذي ينبغي أن تعبده.
بالمناسبة أَلِهَ أي تحيَّر مِن شدة الوجد، أي إنك تعبد إلهاً لو عرفته على حقيقته لذابت نفسك شوقاً إليه، تحيَّرت بجماله، وتحيرت بِكماله، وتحيرت بِقدرته، وتحيرت بعطائه، خلَقَك ليُسعِدك:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11)﴾

[ سورة الصف ]

يجب أن تَعبُد مَن إذا تاجرت معه ربحت عليه ربحاً خيالياً، فاللهُ صاحبُ الأسماء الحسنى هو الذي خلق، وهو الذي ربَّى وأمد، وهو الذي سيَّر، وهو الذي ينبغي أن تعبده، هناك مَن يعبد حجراً، أو بشراً، أو شمساً، أو قمراً، هذه العبادة لا تعود على صاحبها بالنفع، لأن هذا الحجر لا يتكلَّم، كانت بعض قبائل العرب تصنع صنماً من التمر، فإذا جاعت أكلته.
 

الإنسان مخلوقٌ للعبادة وعلة وجوده أن يعبد الله:


أنت مخلوقٌ للعبادة، علة وجودك أن تعبد الله، أنت في الدنيا من أجل أن تعبده: 

﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)﴾

[ سورة الذاريات ]

هناك معنى دقيق أرجو الله أن أوضِّحه لكم، قد تسأل: هذه الدائرة، هذه المستشفى،  هذه الجامعة مَن رئيسها اليوم؟ يُقال لك: فلان، عرفت مَن يديرها، تقول لهم: كيف أخلاقه؟ هل هو إنسان جيد؟ يُقال لك: جيدٌ جداً، فأنت تهتم، الأمر بيد مَن؟ وهذا الذي بيده الأمر من هو؟ انظر إلى الجواب، الله صاحب الأسماء الحسنى، هو المسيّر، ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾ كما لو أنك زرت مستشفى وأنت طبيب، تقول: مَن مدير المستشفى؟ فلان، مخلص؟ اختصاصي؟ عالم؟ حازم؟ نزيه؟ نظيف؟ يهمك شيئان؛ أن تعرف مَن؟ وكيف؟ الله صاحب الأسماء الحسنى، والصفات الفضلى، ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾ .

الله عزَّ وجل له المُلك وله الحمد:


كيف نقول في بعض الأوراد: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له المُلك وله الحمد، هناك مَن له المُلك وليس له الحمد، فرعون مَلَك ولا يُحْمَد على مُلكه، وهناك إنسان ضعيف يُحمَد ولا يملك، لكن الله عزَّ وجل له المُلك وله الحمد: 

﴿ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (2)﴾

[ سورة الحديد ]

فهذا المعنى ﴿اللَّهُ﴾ علمٌ على الذات، ولا يستطيع إنسانٌ على وجه الأرض أن يُسَمِّي نفسه بهذا الاسم، وقد تحدَّى الله البشر جميعاً، ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾ .
﴿لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾ لو أن في الكون آلهةً هل يسكتون؟ لا يسكتون، إذا لم يستطيعوا أن يتكلَّموا ليسوا آلهة، وإذا تكلَّموا ولم يستطيعوا أن ينتزعوا الأمر من الإله الذي ادّعى الألوهية وحده ليسوا آلهة، لأن الله عزَّ وجل قال: ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا﴾ لو كان هناك إلهٌ لقال: لا أنا، لست أنت، ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ مَن يستطيع أن يقول هذا الكلام إلا أن يكون إلهاً؟ هناك دليل فطري؛ أنت حينما تستمع إلى إنسان يقول: عيَّنا وزير مثلاً مالية، مَن هذا الذي يقول هذا؟ معناها هذا رئيس وزارة، مِن كلامه، لو قال لك شخص: راقبت نظافة الشارع، معنى هذا أنه مراقب بلديّة، هناك فرق طبعاً، فمِن كلامه تعرف مَن هو، يقول الله لك: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾ مَن يستطيع أن يقول هذا الكلام إلا أن يكون إلهاً عظيماً موجوداً وواحداً وكاملاً؟
 

أسماء الذات وأسماء الأفعال:


﴿الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ الحقيقة ﴿الْحَيُّ﴾ مِن أسماء الذَّات، وأسماء الذات لا نقيض لها، الله عزَّ وجل يُعطي ويمنع، هذه من أسماء الأفعال، يرفع ويخفض، من أسماء الأفعال، يُعز ويُذل، من أسماء الأفعال، لكن الحي ليس لها نقيض، الله عزَّ وجل حيّ على الدوام، فأسماء الله عزَّ وجل التي لا نقيض لها أسماء الذات، والتي لها نقيض أسماء الأفعال، والله عزَّ وجل حي، وتقول: فلان حي يُرْزَق، طبعاً لا يستطيع إنسان على وجه الأرض أن يُسمّي اسمه بـ (الله) ولكن هناك إنسانٌ يقال له: حيّ يرزق، الله عليم، وهناك مَن يقول: أنا عالِم، الله رحيم، وهناك من عباده مَن يَرحم، إذا كانت حياةُ الله عزَّ وجل حياةً أزليةً أبديةً، لم يسبقها عدم وليس بعدها عدم، فحياةُ اللهِ غيرُ حياتنا، الإنسان إذا كان حياً يسبقه عدم: 

﴿ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1)﴾

[ سورة الإنسان ]

فالإنسان سبقه عدم، وسوف ينتهي إلى عدم: 

﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27)﴾

[ سورة الرحمن ]

فإذا قلنا: فلان حي، حياته ليست كحياة الله عزَّ وجل، وكلمة "حي" تسبق في الذهن أيَّ اسمٍ آخر، حيّ عليم، حيّ قدير، أول اسمٍ يسبق إلى الذهن أنه حيّ، هو حيّ ومصدر حياة الخلق، حياتنا منه، واستمرار حياتنا منه، الوردة فيها حياة، الإنسان صنع وردةً من مواد صناعية لكن لا يوجد فيها حياة، وضعوا في بعض الواجهات شكلَ امرأة لبيع الثياب والألبسة، ولكن هذه بلا حياة، هذه من الشمع، ولكن المرأة الحقيقية فيها حياة؛ تتكلم، تفكِّر، تتألَّم، تفرح، تُعبّر عن ذاتها، الإنسان فيه حياة، والوردة فيها حياة.
 

الله عزَّ وجل قديم وأبدي ولا تنتهي حياتُه بعدم:


هذه البقرة تأكل الكلأ تعطيك الحليب، لا يوجد جهةٌ في الأرض بإمكانها أن تصنع من الكلأ حليباً، هذه الدجاجة تأكل ما تحت بصرها، أيّ شيء تأكله تعطِيك بيضةً، هذه فيها حياة، فالله عزَّ وجل هو حيّ، حياته لم يسبقها عدم، قديم الله عز وجل، قديم وأبدي، حياته لم يسبقها عدم، ولا تنتهي بعدم، ثم إن الله عزَّ وجل مصدرُ حياةِ المخلوقاتِ، مَن منحك الحياة؟ اللهُ عزَّ وجل، إذا دخل الإنسانُ البيتَ ملأ البيت راحةً، وفرحاً، وبهجةً، وسروراً، والأولاد استقبلوه بالترحاب، وجلسوا في أحضانه، وقبَّلوه، ونادوه بأحبّ أسمائه إليهم، فإذا مات هذا الأب لا يجرؤ واحدٌ من أولاده أن يدخل إلى غرفته مدةَ شهرٍ أو شهرين أو ثلاثة، ما الذي حدث؟ هو هو، سُحبت منه الحياة.
الإنسان مصدر أُنْسٍ، مصدر سعادة لأولاده، إذا مات أصبحتْ غرفته التي استلقى فيها على السرير ومات صارت هذه غرفة مخيفةً، أنا متأكد أن بعض الأسر يبقى الأولاد شهراً أو شهرين يتحاشون دخول هذه الغرفة لأن أباهم مات فيها، ما الذي حدث؟ ما هي الحياة؟
كبد يقوم بخمسة آلاف وظيفة، فإذا مات الإنسان أصبح قطعةً من اللحم لا معنى لها إطلاقاً.
عين ترى كل شيء بالألوان الدقيقة، والأحجام الحقيقية، العين آية من آيات الله الدالة على عظمته، فإذا مات الإنسان أصبحتْ العين لا قيمة لها، تُلقى في المهملات، ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ﴾ منحنَا الحياةَ، منحَ النبات الحياةَ، شجرة حطب، في الربيع تُزهر وتُورق وتُثمر بصمت، ما هذه الحياة؟ حتى هذا التاريخ لا تزال الحياةُ سرّاً، الله عزَّ وجل حي ومنح الحياة، تجد وردة جميلة نمت على كوم قمامة، روث الحيوانات، تنمو وردة حمراء جميلة جداً، من منحها هذا الجمال وهذا الشكل وهذه الرائحة هذه الحياة؟ حياة الحيوانات، حياة النباتات، حياة الأطيار.
 

الله عز وجل حيّ وهو مصدر حياة المخلوقات ومصدر استمرار حياتهم:


طير، تجد طائراً وُلَد لتوِّه عُصِبت عيناه نُقِل إلى الهند، يطير ويعود إلى بريطانيا وقد وُلِد الآن، ما هذه الحياة؟ طائر يقطع سبعة عشر ألف كيلو متر برحلةٍ من شمال الأرض إلى جنوبها، الآن كيف يعود إلى عشه؟ الطيور هنا في الشام، تهاجر في الشتاء إلى جنوب إفريقيا، الآن في العودة لو انحرفت درجة واحدة جاءت بمصر، كيف تعود إلى دمشق؟ وإلى الصالحية؟ وإلى حيّ الشيخ محي الدين؟ وإلى بيتٍ من البيوت إلى عشها الذي تركته؟ من يُسيِّرها؟ الله جلّ جلاله، هذه هي الحياة.
سمك السلمون يولد في أعالي الأنهار في أمريكا، ويهاجر إلى المحيط الأطلسي إلى شواطئ أوروبا، ويعود هذا السمك إلى مسقط رأسه ليموت هناك، هذه الرحلة؛ من ساحل فرنسا إلى الغرب، لو انحرفت انحراف درجة واحدة كان بجنوب أمريكا صار بشمالها، إلى النهر الذي خرج منه، هناك أسماك بمنابع النيل تسير برحلة طويلة جداً، تسير في أطول نهرٍ من أنهار العالم نهر النيل، النيل أطول نهر إلى البحر المتوسط، تتجه غرباً إلى أن ينتهي البحر المتوسط، تخرج من مضيق جبل طارق نحو الشمال إلى بحر المَانش، إلى بحر الشمال، ثم تعود، رُبَّانٌ معه دكتوراه بالملاحة يضيع بدون بوصَلَة، هذه الحياة.
مَن يهدي الأطيار؟ مَن يهدي الأسماك؟ مَن يُخرج من بذرة شجرةً؟ تأكل تينةً، كم بذرة فيها؟ كل بذرة ممكن أن تكون شجرة، هذا النبات، خمسة غرامات من بذور البندورة تعطي عشرة أطنان، أي كل بذرة تعطي مليوني ضعف، هذه الحياة، بذور موجودة بالأهرامات، زُرِعت بعد ستة آلاف عامٍ فنبتت، فيها رشيم حيّ، أما النمل حينما يخزن البذار ليكون زاداً له في الشتاء يأكل الرشيم، فإذا أُكِل الرشيم ماتت البذرة، رُشيم يعيش ستة آلاف سنة ثم ينبت!! ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ﴾ الحياة لا تتسع لها مجلَّدات، ولا دروس في سنوات، ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ﴾ هو حيّ، ومصدر حياة المخلوقات، ومصدر استمرار حياتهم، والموت يَخلُقه الله عزَّ وجل، الموت لا علاقة له بالمرض، حينما ينتهي أجل الإنسان يموت، هو:

﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)﴾

[ سورة الملك ]

 

الله عز وجل حيٌّ قيوم يقوم على العناية بخلقه لأنه رب العالمين:


﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ حيّ قيوم، يقوم على العناية بخلقه، مما يؤكد ذلك: ﴿لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ﴾ أي إشراف دائم؛ متابعة، مراقبة، محاسبة، مُعالجة، اهتمام، عطاء، أخذ، تأديب، إكرام، متابعة، كل مؤمن بحسب معاملة الله له، كأن الله عزَّ وجل ليس عنده مخلوق إلا هذا الإنسان، وهو مع كل الخلق، ومع كل المخلوقات، ومع كل البشر، ومع كل من تحت الشمس والقمر.
حيّ قيوم، يقوم على العناية بخلقه، لأنه رب العالمين، الإنسان أحياناً يأتيه خاطر لا يعلمه أحدٌ إلا الله، يدفع الثمن، يعالجه الله عزَّ وجل على خاطر أحياناً، فقيوم السماوات والأرض يقوم على إدارتها، والعناية بها، وتربيتها، وإمدادها، و: ﴿لَا تَأْخُذُهُ﴾ مما يؤكد هذا أنه ﴿لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ﴾ أبداً.
 

المعيَّة العامة والمعية الخاصة:


حيٌّ باقٍ على الدوام، حيٌّ قيّوم:

﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4)﴾

[ سورة الحديد ]

معكم بعلمه:

﴿ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (19)﴾

[ سورة الأنفال ]

معهم بالنصر، والتأييد، والحفظ، والتوفيق، هناك معيَّة عامة ومعية خاصة، المعية العامة مع المخلوقات بعلمه، والمعية الخاصة بالإكرام، والتأييد، والحفظ.
﴿لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ﴾ كل هذا الكون له، ولا تستطيع جهةٌ على وجه الأرض أن تفعل شيئاً إلا بإذنه، ﴿لَهُ﴾ لام المُلك؛ له خلقاً، وله تصرُّفاً، وله مصيراً، أما أنت كإنسان فقد تملك بيتاً ولا تنتفع به، مُلْكِيَّة ناقصة، البيت لك لكنه مؤجَّر قبل السبعين، أجرته مئة ليرة في الشهر، تملكه ولا تنتفع به، وقد تنتفع به ولا تملكه، وقد تملكه، وتسكنه، وتنتفع به، صار قرار تنظيم أخذتَ عشرَ قيمته، ذهبَ من يدك، ملكية ناقصة، أما إذا قلنا: ﴿لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ يملك الكون إيجاداً، وتصرُّفاً، ومصيراً، قد تبيع دولة طائرة، بعد أن باعتها أصبحت هذه الطائرة بيد مَن اشتراها، لكن الله سبحانه وتعالى مُلكيته دائمة:

﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (62)﴾

[ سورة الزمر ]

أمرُ هذه الطائرة بعد أن بيعَت ليس لصانعها بل لمن اشتراها، لكن الله عزَّ وجل:

﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54)﴾

[ سورة الأعراف ]

هو الخالق وهو الآمر، ﴿خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ﴾ .
 

السماوات والأرض تعبيرٌ قرآني عن الكون:


﴿لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ لا يمكن أن يقع شيءٌ في مُلكه إلا بإرادته، لذلك قالوا: كل شيءٍ وقع أراده الله، وكل شيءٍ أراده الله وقع، وإرادة الله متعلقة بالحكمة المُطلقة، وحكمته المطلقة متعلقةٌ بالخير المطلق، أبداً، الأمر بيده، ﴿لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ والسماوات والأرض تعبيرٌ قرآني عن الكون، الكون كله له، والكون ما سوى اللهِ، أيّ مكانٍ في الأرض؛ لذلك الموَحِّد مرتاح، الموَحد سعيدٌ سعادة كُبرى، الموحد يرى أنه لا إله إلا الله، لا يرى مع الله أحداً، يرى أن يد الله وحدها تعمل، الموحِّد لا يحقد، ولا يتألم، وليس عنده إحباط، ولا سَأَم، ولا ضَجَر، ولا يأْس، ولا خُذلان، ولا تطامن، موحِّد، الأمر بيد الله، له مُلك السماوات والأرض.
لو دققنا، لو دخلنا في التفاصيل، قُطرُ الشريان التاجي بيده، أحياناً يضيق، أحياناً يبقى متّسعاً، إذا كان متسعاً أنت مرتاح، عمل الكبد بيده، الدَسَّامات بيده، عمل الكليتين بيده، الأعصاب بيده، نمو الخلايا بيده، أحياناً يفلتها؛ سرطان، يضيق الشريان، قسطرة، عملية قلب مفتوح، يتعطل الكبد، زرع كبد بستة ملايين، والنجاح ثلاثون في المئة، الإنسان مُحاط باحتمالات مخيفة.
 

نحن جميعاً في مُلك الله وفي قبضته:


﴿لَهُ﴾ أنت في ملكه، وأنت في قبضته، وأجهزتك وأعضاؤك بيده، ﴿لَهُ﴾ وزوجتك بيده، وعملك بيده، ورزقك بيده، ومَن حولك بيده، ومَن هم فوقك بيده، ومَن هم دونك بيده، هو الذي يعطي وهو الذي يمنع، هو الذي يرفع وهو الذي يخفض، هو الذي يعز وهو الذي يُذل، هو إذا أعطى أدهش، هناك رجل يُعدّ خامس رجل ثري في تركيا، أي إذا كان هناك خمسة  بألوف الملايين، كل أمواله بيوت بأجمل منطقة بتركيا، أبنية فخمة جداً، وهو يقول متبجِّحاً: سأُسْكن كل إنسانٍ في بيت، جاء الزلزال لم يُبقِ له من كل أبنيته بيتاً واحداً، ولا بيت، سكن تحت الخيمة، ومسك الصحن ليأكل الطعام الذي جاءت به الجمعيّات الخيرية، وقد صُوِّر ونُشِر هذا، خامس غني سلبه الله عزَّ وجل كل شيء في ثوانٍ معدودات.
له شارع على البحر في إزميت بأكمله؛ بأبنيته الشاهقة، بمركباته الأنيقة، ابتلعه البحر، بعد حين نزلوا بغواصة وصوروا، فإذا هذا الشارع كما هو في قاع البحر، البناء مثلما هو، الطوابق، حتى بالتدقيق؛ الأنترفون، الاسم، السيارة إلى جانب البيت لكن في قاع البحر، ﴿لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ تجد طائرة تطير، في ثانية تصير: وقد مات جميع ركَّابها، وقعت فوق فندق، ﴿لَهُ﴾ الطائرة تطير بيده، بأي لحظة تصبح كتلةً من اللهب، المركبة بيده، الحَرُّ بيده، درجة الحرارة أربع وأربعون هذا جو مكة وليس جو دمشق، الحر بيده، البرد بيده، الأمطار بيده، أماكن فيها مطر بكَمِّية ألف ومئتي ميليمتر، هناك منطقة في أمريكا فيها تسعة عشرَ ألف بحيرة، أكبر تجمع مائي في العالم، والنبي قال: 

(( عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَا مِنْ عَامٍ بِأَقَلَّ مَطَرًا مِنْ عَامٍ، وَلَكِنَّ اللَّهَ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ. ))

[ أخرج عبد بن حُمَيْدٍ، وَابْنُ جَرِيرٍ، وَابْنُ الْمُنْذِرِ، وَابْنُ أَبِي حاتم، والحاكم وصححه، والبيهقي فِي سُنَنِهِ  ]

كميات الأمطار في العالم واحدة، لكن كل سنة لها ترتيب، يصرفها عن أُناس ويسوقها إلى أناس، يؤدب هؤلاء ويمتحن هؤلاء.

معنى التوحيد:


﴿لَهُ﴾ الأمر بيده، الحروب بيده، الاجتياحات بيده، الحروب الأهلية بيده، الأمراض بيده، مرض الإيدز بيده، ﴿لَهُ﴾ كل ما في الكون له، أمره له إحداثاً، وإعداماً، وتنميةً، وتقليلاً، الأمر بيده، هذا التوحيد، لا ينبغي أن ترى مع الله أحداً. 
أرسلت أمريكا إلى الفضاء الخارجي مركبة سمَّوها (المتحدّي) بعد سبعين ثانية كانت كتلةً من اللهب، ومات كل من فيها، صُنِعت باخرة اسمها (تيتانيك) أعظم باخرة صُنِعت في أوروبا، مع نشرة صناعتها لها كتيب: إن القدر لا يستطيع إغراق هذه السفينة، فيها شيء يصعب تصديقه، غرقت في أول رحلة، وارتطمت بجبلٍ ثلجي شَطَرَها شطرين، الآن يبحثون عن حلي النساء التي فيها، قال: بمبالغ فلكية، الآن في هذه الأيام يغوصون ويدخلون إلى داخلها، وداخل غرفها، وهي منذ عام 1912، تصوَّروا الألماس، والذهب، والفضة فيها، بأول رحلة.
الزلازل، والبراكين، والقحط، والجفاف، والأعاصير، والأمطار، والسيول الجارفة، وازدهار الأراضي، وشُح المياه بيده كله، ﴿لَهُ ﴾ كل ما تراه عينك بيده لكن بحكمةٍ بالغة.
أُعيد المقولة: كل شيءٍ وقع أراده الله، وكل شيءٍ أراده الله وقع، وإرادته متعلقةٌ بالحكمة المطلقة، وحكمته المطلقة متعلقةٌ بالخير المطلق.
 

آيات من الذكر الحكيم تؤكد أن الملكية التامة لله وحده:


﴿لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ مُلكية تامة؛ إيجاداً، وتصرُّفاً، ومصيراً: ﴿خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ﴾ ، ﴿لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ﴾ :

﴿ وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123)﴾

[ سورة هود ]

﴿ قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26)﴾

[  سورة الكهف ]

﴿ وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84)﴾

[ سورة الزخرف  ]

والحوادث لا تُعَدّ ولا تحصى.
 

الشفاعة بالمعنى الواسع:


﴿لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾ المعنى الواسع جداً: مَن يستطيع أن يجمع شيئين؟ الشفع هو الزوج، أي يجمع هذا العقرب مع هذا الإنسان ويلدغه، مَن؟ ﴿إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾ أبسط مثل: شخص ينام في مكان فلاة برحلة صيفية، فيها عقارب، لا يستطيع العقرب أن يلدغ نائماً إلا بإذن الله، ولا أن تدخل رصاصة إلى إنسان إلا بإذن الله، شظية طائشة لا تجد هذا عند الله عزَّ وجل، يوجد شظية مسوَّمة عليها اسم مَن تقتله،  لكل شيءٍ حقيقة، وما بلغ عبدٌ حقيقة الإيمان حتى يعلم أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ﴾ بالمعنى الواسع: أي لا يمكن أن يجتمع عنصران في الكون إلا بإذن الله، إنسان ينالك بأذى وليس عند الله علم هذا مستحيل، بعلمه، وإرادته، وحكمته، وعدله، ورحمته، لذلك لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت: 

﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2)﴾

[ سورة فاطر ]

 

الآية التالية هي آية التوحيد:


﴿لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾ ، ﴿عِنْدَهُ﴾ في ملكه، ﴿إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾ إذا نجح الطبيبُ في علاج ابنك، يكون اللهُ قد سمح له، وألهمه، ومكَّنه، وأطلعه على المرض، ووفقه في تشخيصه، وفقه في الدواء، وسمح الله للدواء أن يفعل فعله، ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾ هذا التوحيد، هذه آية التوحيد، أول شيء؛ نحن في ملكه، الآن الحركة بأمره، نحن في ملك الله؛ الأرض، والسماء، والبحار، والأطيار، والأسماك، والأراضي، والنباتات، والرياح، والأعاصير، والأمطار، والسحُب، والبراكين، كل شيء بيده، الآن حركة، فلان ضرب فلاناً، حركة، لا يستطيع مخلوق أن يفعل شيئاً مع مخلوق إلا بإذن الله، لا خيراً ولا شرّاً، حينما ترى إنساناً يُؤذي إنساناً بأمر الله، أو يُكرمه بأمر الله.
 

الشفاعة بمعناها المحدود بإذن الله عزَّ وجل:


الشفع هو الزوج، لا يلتقي عنصران في الكون إلا بإذن الله، المعنى الضيق الشفاعة التي ذكرها الله عزَّ وجل:

﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (3)﴾

[ سورة يونس ]

هو الذي يشفع لمن ارتضى، الشفاعة بمعناها المحدود بإذن الله عزَّ وجل، أي النبي لا يشفع إلا من بعد إذن الله عزَّ وجل، ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ﴾ ، ﴿مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ﴾ أي أمامهم، ﴿وَمَا خَلْفَهُمْ﴾ ما وراءهم، أو ﴿مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ﴾ عالم الشهادة، ﴿وَمَا خَلْفَهُمْ﴾ عالم الغيب، هذا الإنسان وُلِد، تُرى ماذا سيكون؟ تاجراً، أم عالماً، أم مصلحاً اجتماعيّاً، أم مجرماً، يموت إعداماً؟ يموت بحادث؟ يموت على فراشه؟ ينجب أولاداً؟ ﴿يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ﴾ عالم الشهادة المشهود، وعالم الغيب، نحن عندنا غيب الحاضر، وغيب الماضي، وغيب المستقبل، غيب المستقبل ما سيأتي، وغيب الحاضر ما كان بعيداً، ﴿مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ﴾ عالم الشهادة، ﴿وَمَا خَلْفَهُمْ﴾ عالم الغيب، هو الذي يعلم، لذلك قال الإمام علي: "عَلِم ما كان، وعَلِم ما يكون، وعَلِم ما سيكون، وعَلِم ما لم يكن لو كان كيف كان يكون"

  كلُّ شيءٍ يفعله الإنسان هو من إلهام الله له:


﴿يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ﴾ كل شيء تسمعونه عن اختراع، اكتشاف، قفزة في عالم المجهول، كله مما سمح الله به، قال الله عزَّ وجل: 

﴿ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (8)﴾

[ سورة النحل ]

قال: ﴿وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ عُزِيَ صُنعُ الطائرة إلى الله، هو الذي ألهم الإنسان صنع الطائرة، ألهم الإنسان اكتشاف قودها، فإذاً كلُّ شيءٍ يفعله الإنسان من إلهام الله له، الآن يقال لك: عرفنا جنس المولود ذكراً كان أو أنثى، ﴿وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ﴾ شاء لهم ذلك، أما الآية: 

﴿ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)﴾

[ سورة لقمان ]

ما قال: يعلم مَن في الأرحام، قال: ﴿مَا﴾ ، ﴿مَا﴾ تشمل كل المعلومات المبرمجة التي في النويَّة، هناك خمسة آلاف مليون معلومة مبرمجة، هذه يعلمها الله، سمح لهم أن يعرفوا ذكراً كان أو أنثى عن طريق الأجهزة، أي كل شيء سمعتموه؛ كشف علمي، اختراع، تفوّق، مما سمح الله به أبداً، نقلوا الصورة من قارة لقارة، مما سمح الله به، نقلوا الصوت، اخترعوا طائرة، اخترعوا مركبة إلى الفضاء، غزوا الفضاء، غاصوا في البحار، اخترعوا أجهزة حديثة جداً، كل شيءٍ عَلِمه الإنسان مما سمح الله له به، وانتهى الأمر.

الكون بكامله لا يكفي ليُخلق حمض أميني واحد صدفةً:


﴿وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ﴾ وبآية ثانية: 

﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85)﴾

[ سورة الإسراء ]

عندنا حموض أمينية، حمض أميني واحد أن يأتي صدفةً  يحتاج إلى حجم يزيد عن حجم الكون، تركيب الحمض الأميني مُعقَّد جداً، هذا الحمض الأساسي في الإنسان، فلو أردنا أن يكون هذا الحمض مخلوقاً صدفةً؟ أنت لما تضع عشرة أرقام في كيس، تسحبهم، احتمالُ أن تخرج هذه الأرقام بالتسلسل هو واحد من عشرة آلاف مليون، لأنه عشرة أصفار، واحد ظهرت تسعة، يأتي الواحد، واحد من عشرة، بعد الواحد اثنان، واحد من مئة، بعد اثنين ثلاثة، واحد من ألف، فعندنا عشرة أصفار، الستة مليون، والأربعة عشرة ألف مليون، أي أن تسحب عشرة أرقام متسلسلة احتمالُها حالة واحدة من عشرة آلاف مليون حالة، تركيب الحمض الأميني معقد جداً، قال: الكون بكامله لا يكفي ليُخلق حمض أميني واحد صدفةً. 
أيها الإخوة؛ لا تُدهش إذا سمعت عن كشفٍ علمي، يجب أن توقن يقيناً قطعياً أن الله سمح لهم أن يعرفوه، لحكمةٍ أرادها الله عزَّ وجل.
 

الكرسي والعرش أسلم تفسير أن نفوض أمرهما إلى الله:


﴿وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ﴾ وهذا الذي شاءه قليل جداً: ﴿وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا﴾ لكن هناك مَن يؤلِّه الإنسان، الإنسان عبد وعبدٌ فقير، وقال بعض العلماء المخترعين: العبقرية تسعة وتسعون بالمئة منها عَرَق ، وواحد بالمئة إلهام، أي هذا الإنسان حينما صدق في كشف هذه الحقيقة سمح الله له بها، لكن الله لا يعطي الشيء بسهولة،  بصبر شديد، وبإصرار شديد، أيّ مُخْتَرَع أو أي كشف أو أي تفوق علمي لا ينبغي أن يُزلزل الإنسان، هذه الآية تغطيه، ﴿وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾ الكرسي والعرش أسلم تفسير: نفوض أمرهما إلى الله، لأن هناك آيات لا تزيد عن أصابع اليد تتعلق بذات الله.
 

آياتٌ لا تزيد عن أصابع اليد متعلقةٌ بذات الله تعالى:


كيف أنه يأتي:

﴿ وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22)﴾

[ سورة الفجر ]

وكيف أن: 

﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)﴾

[ سورة الفتح ]

وكيف أنه:

﴿ وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116)﴾

[ سورة المائدة ]

آياتٌ لا تزيد عن أصابع اليد متعلقةٌ بذات الله تعالى، أسلم تفسير أن نَكِلَ أمرها إلى الله، الاستواء معلوم والكيف مجهول، هناك من أوَّلها تأويلاً يليق بكمال الله، الأوْلى أن نُفوِّض، فإن لم نفوض نؤوِّل بما يليق بكمال الله، أما أن نُجسِّد فهي عقيدة فاسدة، أما أن نُعَطِّل فالتعطيل عقيدة فاسدة، إذا أنكرنا أن لله سمعاً، هذا تعطيل، وإذا قلنا: إذا كان ثلث الليل الأخير نزل ربكم إلى السماء الدنيا، فالخطيب نزل درجة، قال: ينزل كما أنزل، هذا تجسيد، التجسيد عقيدة فاسدة، والتعطيل عقيدةٌ فاسدة، الآيات القليلة جداً التي لا تزيد عن أصابع اليد المتعلقة بذات الله الأوْلى أن نُفَوِّض أمرها إلى الله، أو أن نؤوِّلها تأويلاً يليق بكمال الله، والتفويض أولى. 
فقال العلماء: الكرسي علمه، ﴿وَسِعَ كُرْسِيُّهُ﴾ أي علمه، ﴿السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾ أي لا يُعْجِزه حفظهما، لا يُتعبه حفظهما:

﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38)﴾

[ سورة ق ]

اللغوب التعب، ﴿وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾ .
 

فضل آية الكرسي:


هذه الآية أيها الإخوة هي آية الكرسي، هناك أحاديث كثيرة جداً في فضلها، والإنسان يقرؤها قبل أن يسافر، قبل أن يستلقي إلى فراشه لأنها مُرِيحة، ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾ أحياناً ينشأ خطأ في البيت يحترق البيت كله وهو نائم، فأنت إذا نِمتَ أنت في رعاية الله. 
هذه الآية تُقرأ قبل السفر، في الدخول إلى البيت، عند الاستلقاء للنوم، تعطيك التوحيد، الأمر بيد الله، كان سيدنا رسول الله إذا سافر يقول كما روى عنه أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَافَرَ فَرَكِبَ رَاحِلَتَهُ قَالَ: بِإِصْبَعِهِ وَمَدَّ شُعْبَةُ إِصْبَعَهُ قَالَ: 

(( عن ابْنَ عُمَرَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اسْتَوَىَ عَلَىَ بَعِيرِهِ خَارِجاً إِلَىَ سَفَرٍ، كَبّرَ ثَلاَثاً، ثُمّ قَالَ: سُبْحَانَ الّذِي سَخّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنّا لَهُ مُقْرِنِينَ* وَإِنّا إِلَىَ رَبّنَا لَمُنْقَلِبُونَ،  اللّهُمّ إِنّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا الْبِرّ وَالتّقْوَى، وَمِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَىَ، اللّهُمّ هَوّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا، وَاطْوِ عَنّا بُعْدَهُ، اللّهُمّ أَنْتَ الصّاحِبُ فِي السّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ، اللّهُمّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمَنْظَرِ، وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ، فِي الْمَالِ وَالأَهْلِ". وَإِذَا رَجَعَ قَالَهُنّ. وَزَادَ فِيهِنّ: "آيِبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، لِرَبّنَا حَامِدُونَ".  ))

[ صحيح مسلم ]

لا يوجد في الكون إلا جهة واحدة؛ هي معك في السفر، ومع أهلك وأولادك في بيتهم: ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾ لعل في الشام المباركة لو دخلت إلى مئة بيت تجد تسعين بيتاً فيهم آية الكرسي معلَّقة، طبعاً بخيوط من الذهب وإطار جميل، لكن الأفضل من ذلك -علقها لا يوجد مانع-أن تفقه معناها، وأن تُوحِّد الله عزَّ وجل، وأن تطمئن لله عزَّ وجل، طبعاً يجب أن تكون في قلبك وتزين بها جدار بيتك، اجعلها في البيت مفيدة جداً، ولكن الأولى أن تعيش معانيها، أن تكون في مستواها، أن تقرأها وأنت فاهم لمضامينها.

الملف مدقق

والحمد لله رب العالمين 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

نص الزوار

نص الدعاة

إخفاء الصور